سر بيان الخارجية البريطاني في تأسيسي جامعة الدول العربية.. تعرف على تفاصيل بداية إنشاء الكيان القومي العربي!
9898978
صحيفة المرصد: رغم أن كثيرين من المؤرخين يرون أن جامعة الدول العربية نشأت من حراك قومي ورغبة في لمّ كيان الدول العربية في فترة مقاومة الاستعمار، إلا أن آخرين يؤكدون أن هذه الفكرة جاءت بإيحاء من الدول الغربية، لاسيما بريطانيا ووزير خارجيتها أنتوني إيدن سنة 19433. وهو ما أثبته بيان وزير الخارجية البريطاني إيدن في 29 مايو/أيار 1941 الذي أعلن فيه تأييد حكومة بلاده آمال الوحدة العربية واستعدادها لمعاونة العرب.
ووفقا لـ"العربية نت" تزامنت دعوة وزير الخارجية البريطاني، مع خطاب مصطفى النحاس رئيس الوزراء المصري الذي ألقاه في مجلس الشيوخ عام 1942 وأعلن فيه سعي مصر إلى عقد مؤتمر للقادة العرب لبحث أمر الوحدة العربية، وجاءت تصريحات الملك عبدالله الأول وفي الأردن متوافقة مع ما دعا إليه النحاس.
في غضون ذلك عقد مصطفى النحاس رئيس الوزراء المصري اجتماعا مع كل من جميل مردم بك رئيس الوزراء السوري وبشارة الخوري رئيس الكتلة الوطنية في لبنان الذي أصبح رئيسا للجمهورية اللبنانية فيما بعد، وفيه بدأت فكرة الجامعة تنتشر وتنمو، وبدأ العمل الجاد عليها مع تعدد الأفكار حول الصورة التي سوف يظهر بها هذا الكيان الوليد.
السابع من أكتوبر/تشرين الأول 1944 تم التوقيع على ما يعرف ببروتوكول الإسكندرية من قبل رؤساء حكومات مصر ولبنان وشرق الأردن وسوريا والعراق. ونصت على عدد من المبادئ حول إنشاء وتسيير المنظمة التي ستجمع الدول العربية المستقلة، وهي المبادئ التي تضمنها ميثاق الجامعة فيما بعد، وأقيمت مراسم التوقيع على البروتوكول بمقر إدارة جامعة فاروق الأول حينذاك ( جامعة الإسكندرية حاليا)، وقد أرجأ وفدا السعودية واليمن التوقيع إلى ما بعد إطلاع حكومتيهما على نص البروتوكول، فوقعت السعودية على هذه الوثيقة في 3 يناير/كانون الثاني 1945 واليمن في 5 فبراير/شباط 1945. وجاء التأسيس العملي للجامعة رسميا في 22 مارس/آذار 1945.
وفي 22 مارس/آذار 1945 كان التوقيع على الصيغة النهائية لنص "ميثاق جامعة الدول العـربية" من قبل رؤساء حكومات خمس دول عربية هي لبنان ومصر والعراق وشرق الأردن وسوريا، ثم وقعت السعودية فيما بعد على النسخة الأصلية. وتم اختيار عبد الرحمن عزام أميناً عاماً للجامعة ليكون أول أمين عام في تاريخ الجامعة العربية وتولى المنصب إلى سنة 1952.